ثار علينا الشتاء فجأة وكأنه أراد أن يباغتنا كي لا نحسن الاحتماء منه، أجلس داخل شقتي وقد أرعبني البرد أختلس النظر عبر النافذة، أطلت النظر فاستوقفني أمر عجيب، معركة تدور خلف النافذة طرفيها المطر والثلج، كل منهم يريد أن تكون الأرض ساحة نفوذه يلونها بطابعه الخاص، يتساقط الثلج بكثافة فيصبح كل لون خاضع للبياض، فلا مكان لغيره في عالم الألوان، فالشجر أبيض والحجر ابيض والطريق أبيض حتى السماء الزرقاء غدت بيضاء، كأنه بسطُ نفوذ أو نوعٌ من إثبات الذات وطمس الآخر، وهو بذلك يلغي كل ما سواه، صحيح أن الثلج جميل، ينتظره الناس بشوق كبير، إلّا انه سرعان ما يصبح ثقيلاً قاسياً، فتشتاق العين لرؤية ما سواه.
ثم قليلاً قليلاً وفي اللحظة التي يظن الثلج أنه أحكم سيطرته على كل شيء، تبخّر أحلامه قطرات المطر، فتحت كل قطرة هناك لون يتوق للظهور، وكأن المطر جاء لينتصر لكل أولئك الذين طمس وجودهم الثلج وحرمهم من أبسط حقوقهم وهو التعبير عن الوجود، وعلى عكس ما جاء الثلج متناثراً متطايراً مع الريح، جاء المطر كأنه سهام تعرف مبتغاها جيداً فتصيب هدفها بسرعة ودقة، وما هي إلا لحظات حتى تعود الألوان على أبهى ما كانت عليه من قبل.
لقد علمتني هذه اللحظات التي قضيتها أمام النافذة درساً في صناعة التغيير، إن الباطل مهما كانت قوته لا يستطيع فرض نفسه بسرعة على الأرض، إنه يحتاج إلى زمن من التمهيد وتسويق أفكاره التي تتماوج مع الريح تبحث عن نقطة ضعف تبني عليها صروحها وتؤسس للانتشار، وأن هذا الباطل مهما كان جميلاً في مظهره، فإنه ما إن تفتح له قلبك حتى يلغيك، ويدفنك تحته.
كما أن هذه اللحظات علمتني أن الحق إذا جاء، جاء سريعاً غير متلكئ أو متهاون، مطمئناً إلى مصيره، يعرف هدفه فلا يثنيه عنه شيء، لا يغره انتشار الباطل لأنه يعرف تماماً انه هش سرعان ما سيذوب، وأن ما هو دونه ينتظر الخلاص منه.
لكن الغريب أن هذا المعركة دارت بين اثنين أصلهما واحد، فليست الريح هي من حاربت الثلج وحملته بقوتها إلى مكان آخر، وليس الليل هو من غطى بياض الثلج بسواده فأخفاه، ولكنه المطر ثار عليه فأعاده لحالته المثلى – الماء – وكأنه يريد أن يقول لنا أن الشر أصله خير، لكن تغييراً من نوع ما أصابه فحوله إلى شيء آخر، مختلف في شكله ولونه وآثاره، إلّا أنّ مكوناته هي ذاتها لم تتغير، وإن أسرع طريقة وأكثرها أمناّ لإعادته إلى ما كان عليه هي ان يثور عليه ذاته، فلك أن تنتظر الشمس لتشرق عليه أياماً كي يذوب بطيئاً مغلفاً كل ما حوله بالصقيع والجليد أو أن يهطل المطر دقائق معدودة فلا يعود له أثر.
إن التغيير لا بد له من أرادة نابعة من الداخل لا من الخارج، مؤمنة بضرورته، تعرف نفسها جيداً فلا تحتاج لدليل غريب كي يعيد تعريفها وصياغة أهدافها، تؤمن أن الهدف هو العودة إلى الأصل لا إلى استحداث مسخ جديد يتماشى مع واقع مريض، وتدرك تماماً أن القوة كل القوة بتضافر كل الجهود، لا بطغيان الواحد على الكل، وان الجمال كل الجمال يكمن في التنوع وروعة نقاء اللون حتى لو كان أسودا ]
ثم قليلاً قليلاً وفي اللحظة التي يظن الثلج أنه أحكم سيطرته على كل شيء، تبخّر أحلامه قطرات المطر، فتحت كل قطرة هناك لون يتوق للظهور، وكأن المطر جاء لينتصر لكل أولئك الذين طمس وجودهم الثلج وحرمهم من أبسط حقوقهم وهو التعبير عن الوجود، وعلى عكس ما جاء الثلج متناثراً متطايراً مع الريح، جاء المطر كأنه سهام تعرف مبتغاها جيداً فتصيب هدفها بسرعة ودقة، وما هي إلا لحظات حتى تعود الألوان على أبهى ما كانت عليه من قبل.
لقد علمتني هذه اللحظات التي قضيتها أمام النافذة درساً في صناعة التغيير، إن الباطل مهما كانت قوته لا يستطيع فرض نفسه بسرعة على الأرض، إنه يحتاج إلى زمن من التمهيد وتسويق أفكاره التي تتماوج مع الريح تبحث عن نقطة ضعف تبني عليها صروحها وتؤسس للانتشار، وأن هذا الباطل مهما كان جميلاً في مظهره، فإنه ما إن تفتح له قلبك حتى يلغيك، ويدفنك تحته.
كما أن هذه اللحظات علمتني أن الحق إذا جاء، جاء سريعاً غير متلكئ أو متهاون، مطمئناً إلى مصيره، يعرف هدفه فلا يثنيه عنه شيء، لا يغره انتشار الباطل لأنه يعرف تماماً انه هش سرعان ما سيذوب، وأن ما هو دونه ينتظر الخلاص منه.
لكن الغريب أن هذا المعركة دارت بين اثنين أصلهما واحد، فليست الريح هي من حاربت الثلج وحملته بقوتها إلى مكان آخر، وليس الليل هو من غطى بياض الثلج بسواده فأخفاه، ولكنه المطر ثار عليه فأعاده لحالته المثلى – الماء – وكأنه يريد أن يقول لنا أن الشر أصله خير، لكن تغييراً من نوع ما أصابه فحوله إلى شيء آخر، مختلف في شكله ولونه وآثاره، إلّا أنّ مكوناته هي ذاتها لم تتغير، وإن أسرع طريقة وأكثرها أمناّ لإعادته إلى ما كان عليه هي ان يثور عليه ذاته، فلك أن تنتظر الشمس لتشرق عليه أياماً كي يذوب بطيئاً مغلفاً كل ما حوله بالصقيع والجليد أو أن يهطل المطر دقائق معدودة فلا يعود له أثر.
إن التغيير لا بد له من أرادة نابعة من الداخل لا من الخارج، مؤمنة بضرورته، تعرف نفسها جيداً فلا تحتاج لدليل غريب كي يعيد تعريفها وصياغة أهدافها، تؤمن أن الهدف هو العودة إلى الأصل لا إلى استحداث مسخ جديد يتماشى مع واقع مريض، وتدرك تماماً أن القوة كل القوة بتضافر كل الجهود، لا بطغيان الواحد على الكل، وان الجمال كل الجمال يكمن في التنوع وروعة نقاء اللون حتى لو كان أسودا ]
الأحد مارس 04, 2012 7:29 pm من طرف أميرة فلسطين
» ][ لـو كـانت حيــاتك قصــه .. فمـا هـو عنـوانهـا ..!! ][
السبت فبراير 04, 2012 7:08 am من طرف ملكة باخلاقى
» اختار رقم وشوف الناس شو بتقول عنك بس تضحك
السبت فبراير 04, 2012 6:45 am من طرف ملكة باخلاقى
» بنـــــــات وشبــــــــــاب
السبت فبراير 04, 2012 6:39 am من طرف ملكة باخلاقى
» لو كنا أخوان شو كان راح يصير .؟؟
السبت فبراير 04, 2012 6:34 am من طرف ملكة باخلاقى
» ماذا تقول لمن يشغل تفكيرك الأن..........؟؟
السبت فبراير 04, 2012 6:21 am من طرف ملكة باخلاقى
» للشباب فقط ......!!
السبت فبراير 04, 2012 6:08 am من طرف ملكة باخلاقى
» ما هي أغلى نصيحه قدمها شخص لك ..؟؟
السبت فبراير 04, 2012 6:02 am من طرف ملكة باخلاقى
» عد من 1 الى 4 اختار العضو الذى او التى تريد ان يستقبلك فى المطار
السبت فبراير 04, 2012 5:55 am من طرف ملكة باخلاقى